الجمعة، 20 يناير 2012

أمل .. تفقد الأمل .!

تأليف غًديَر الجـآبري (( دُوديَ الجآًبَريُ )) في 6:49 م







أمل .. تفقد الأمل .!

إلا الآن لم تدخلني الحياة في مجادلاتها المخيفة ..
إلا ألان أنا بعيدة كل البعد عن حربها المفجعة ..
و إلا الأن ا ترقب مرور كل ذلك الألم من أمامي بسكوتي و بهدوئي.
هي قصة .. وهي خاطرة .. وهي نسج من خيال كاتبها
وكاتبها أنا..
هي عبرة .. وهي شبه حقيقة .. وهي صندوق أسرار..
هي تلك الفتاة قصتها مجرد شيء مجموع من شتات
قصة كتبتها من فيض مشاعري..

في صبح عتيم النور ..بصوتها الشبه مبهور
تصرخ يا أهلي يا أماني من كل الفجوع
أين أنتم و أين كل الجموع !؟
..

فيصبح عتيم النورالذي كان ليله يتيم السرور
رحلتم كما رحل كل أولائك الجمهور
و فاتني قطار العودة معكم للنور
حبيسة وراء ظلمات العبور
..
أنا أمل ..
اجل أمل التي لم تعد تملك الأمل ..
منذ صغري كنت اتسم بمعالم الفرح
الذي كان شبه معدوم
و الذي كان في داخلي كنز مدفون
ككل يوم من أيام الربيع استيقظ لأصلي و إقراء كتاب جميل
..
إلا ذلك اليوم الذي تحول فيه الربيع لشتاء قارص البرودة
استيقظت على سرير أبيض في سيارة مصفحة و أنا اسمع صوت مزعج و ناس حولي يبكون
..
أمل ..
خلي عندك لو ذرة أمل
أمل ..
تمسكي بالأمل ..
أمل ...
  و اختفى صوت النداء ولم اعد اسمع سوى نبضات قلبي تتمتم بالألم ..
كان حادث مؤلم بسبب شاب مهمل رمى بسيجارته جانب سيارتنا و كان فيها تسرب للبنزين
اهتز المنزل من الانفجار ولكن الكل بخير..
إلا أنا..
وغرفتي بجانب كراج السيارة ...
افقدني ذلك الحادث بصري و افقدني حركتي كل ما املكه صوتي وسمعي
..
فقد أصبح الصبح عتيم
و أصبح الليل يتيم السرور
و أصبح الكل عتيب على سبب الألم..
...
أنا الوحيدة التي ابتسم .. رغم سواد الدنيا لا زلت أبتسم..
حتى آتي يوم كذبت فيه سمعي ..
هنالك دواء هنالك حل لهذا الشقاء ..
و هنالك أمل في الشفاء..
..
كنت لا أبصر ولكن اشعر لا اقدر على ألكتابه ولكن لي يد ثالثه تكتب عني
أختي سمر ..
كنت اعشق ألكتابه و يوم اقترحت شيء جميل
فأحضرت معها آلة تسجيل ..
فقط أضغطي هنا و تكلمي بما يجول في روحك الصغيرة يا أختي
و بقيت هكذا حتى دخل الطبيب كان في مقتبل العمر هذا ما علمته من نبرة صوته و نظر جانب سريري بسبب فضوله اخذ آلة التسجيل
و هو يضن أني نائمة فلم ابين له أي ردة فعل
اخذ يستمع لكل كلماتي و كل تمتماتي
لم يغب سوى قليل و أحسست بيده وهو يرجع الآلة
سألته ..
هل استمتعت فطلاسم الكلمات مجرد حروف لن تعني لك أي شيء
..
لحظة
لحظة...
لماذا اسمع تناهيد بكائه
رد بصوته المبحوح ..
هي كلمات ولها ملايين المعاني ..
أن اعتم الصبح بنوره و أن تيتم الليل برحيلك فأنتي لستِ مجرد فتاة
أنتي شي مصنوع من ذهب هذه الحياة..
خرج من الغرفة و أنا في دهشتي لما سمعته..
لم يأتي الطبيب منذ ذلك اليوم و مضت ثلاث أسابيع و هاهو يمضي شهر كامل
أنا أتماثل للشفاء ..

أخيرا أبصرت ..
أخيرا استطعت تحريك يدي
..
بعد شهر أخر دخل شاب لاحظت عليه السكوت التام غير لي وسادتي وقتها لم اكن أتمكن من الرؤية جيدا فلا زلت أتعالج
و هكذا كل يوم..
إلا أن آن الأوان و دخل غرفتي و بيده هدية حمراء صغيرة  وقال أنتي أمل و هذه المرة بأمل
عرفت انه ذلك الطبيب نفسه من صوته لم ألعلم لماذا ولكن بدأت دموعي تنساب
بدأت دقات قلبي تتسارع و نفسي يختنق ..
خرج من غرفتي لم أره منذ ذلك اليوم و لم افتح هديته ابدأ ..
علمت أني وقعت في الحب..
أحببته ..
و أخيرا خرجت من المتشفى
ولا زلت انتظره أريد لو دليل لأعرفه ..
لم أجد..
كعادتي أخذت مسجلي وبدأت اتلوا مآبي ..
كالآتي:
كما قل لم اعد بلا أمل ولكن أصبحت بلا عمل ..
أريده ولأول مره اشعر بأن هنالك شيء يشدني لأحد ما
..
أغلقت المسجل و دمعتي تقطر من عيني في منتصف الليل..
الليل الذي قيل انه راحت الأبدان .. فهو ليس راحت القلوب
هو ليس راحت لمن بدأ يخطو طريق المحب ..
شعرة بألم يعتصر قلبي ..
أمسكت بتلك الهدية و أخيرا فتحتها ..
وجدت داخلها رسالة وفتحتها
كانت هكذا :

أسف فلن أراك ثانية  هو ليس خياري ولكن هو خيار ما اعاني
سأموت و يبقى حبي لكِ ..
أنا اسمي ماجد
أسف اعتقد أني تجاوزت حدودي لا اعلم حقيقة مشاعرك تجاهي..
ولكن للأسف أعاني مرض قاتل و قد كان هذا الأسبوع لي هو أخر حياتي
فكان لابد أن تعلمي حقيقة مشاعري ..
أريد منك فقط حضور دفني
في اعتقد أني سأموت يوم الأحد
و كان أخر الرسالة عنوان ..

..
تمالكني شعور مرير بعد انتهائي شعور يستقر وسط قلبي و يستوطن إحساسي
ما كان مني إلا ان اذهب لذالك العنوان ولكن ليس الاحد بل سأذهب الان
وفاجأت أنها جنازة احدهم ..
شعرت بالخوف ..
أحسست بالضعف !
اتجهت مسرعة لأحد المارة ..
أريد منه أن يدلني لهذا العنوان..
وقد فعل ..
و إذا بي أجد نفسي إمام المتشفى الذي كنت فيه ..
بقيت ادور كل الغرف و ابحث حتي فقدت ألأمل في وجوده
و جلست بجانب احدي الغرف باكيه ..
لحظة.!
اسمع صوته انها نفس تنهيدة البكاء..
انه هنا
فتحت الباب ووجدته في نفس سريري يستعد للفض أخر أنفاسه..
اقتربت منه فقط أردت توديعه لم أقوى الكلام فكتبت له رسالة ..
وخرجت ..
مر يوم الأحد ..
و مر يوم الاثنين ..
و مر الأسبوعين ..
احدهم يدق باب منزلي ولكن أبي سيفتح ..
لم اهتم ..
صعدت امي لي وقالت بصوتها الحاني..
مبروك يا ابنتي تقدم ذلك الشاب لخطبتك ..
نزل و أنا حزينة .. كم كنت أتمنى لو كان ماجد هو ذلك الشاب
جلست و أنا مخفضة راسي لم أنظر إليه .!
و إذا بي اسمعه ..
أمل مؤكد أنك لم تفقدي الأمل ..
ابتسمت و بدأ خفوقي ينبض بقوة ..
رفعت راسي ورأيت ماجد ..
لا أعلم هل هي معجزة !
أم ان أميتي تحققت !
ولكن كل ما اعرفه إنهم وجدوا علاجه في اخر لحظة
..
اكتب لكم الأن
و أبني جهاد يبتسم لي و كأنه يقول أمي أريدك أن تداعبيني..

..
أنتهت قصة أمل..
ليس علينآ ان نكتب نهاية كل طريق هي الألم ..
و ستتغير الأمور فجأءة لذلك لا بدأ باللوم
احيانا علينا أن نعاني من أخطاء غيرنا
ولكن في نهاية الامل أخطائهم مثل ما جلبت لنا الألم..
كذالك هي جلبت لنا قليل من السرور
الحب ليش شيء نحن من نختاره ..
الحب شيء تختاره لنا القلوب..
كونوا مثل أمل ..
لا تفقدوا أي أمل..





0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

.. Copyright © 2012 Design by Antonia Sundrani Vinte e poucos