و ملت حروفي من النزف عزفً حزين المدى فكل دمع
مع الحبر يسقط جهور الصدى , و جفت بحار الشوق من الفراق الحنين المشتكى ! , رحيل الأحباب
و دفن الصحاب و يأس الأسى . و ما كل هذا ؟!, و ما كل هذا سوى قليل من العذاب و بعض
الأذى . رثاء و أنين محب أتى , و عند القدوم مات الحبيب بجرح الهوى . و ما كل هذا
! . و لما الأنام على البعض شحيح ذوى !؟ , و لما البكاء دواء السقيم في الأمل إن
بكى .
عجبًا , أيا دنيا العجائب من فيكِ هنا ما انطوى
!؟
أليست حياة ؟ أليست شقاء و ضرب القدر ,
أليست قضاء مكتوب بلا تغيير أو عمل , و نبكي و الدموع مع الغيم مطر ! , و نتحسر كل
ليلة , و كل ليلة نفطر قلوبنا فتجرح كفلق الصخر ! .
و كأن الحسرة ستعيد من مات أو رحل ! , أو
أنها ستزرع حقول من السعادة للبشر , و كأن الدمع قد يمحي للجفاف كل أثر , أجل فنحن
الناس نحن البشر نعتقد أن الحزن قادر و أن الأمل فاتر , نعتقد أن الصراخ بألم هو
الفرح و هو الحل .
نرى الظلام نور و نشعر أن النور عتمة , و
يجذبنا الغروب و لكن يغرينا للنوم الشروق ! .
و ملت ملامح اليأس الجمود , أريد للفرح في
روحي الصمود , فعيناي بدأت تذبل و الابتسامة تودع و تزول ! . ملت جوارحي من الإرهاق
عند الانكسار , أرفض هزيمة أخرى و أنشد الانتصار . و لما الغروب أجمل و لما الوداع
دوما أكمل ؟ , و لما الرحيل هو الأبكر و الانتظار هو الأخير ! .
يغرقنا البحر و لا نقاوم , يشدنا الموج و لا
نحارب , نستسلم قبل البداية و نرى النهاية قبل النور , لما أصاب العزم فينا الذبول
؟ , لما مات الفرح و عاش في دواخلنا ألم مأهول ؟ .
أسى و دمع يقطر بدم قلب مخذول , حرب بلا
جنود تقتل المشاعر بلا رحمة .
ألم تكفينا زخات الحنين , و إنذراف الأنين ,
ألم نكتفي من الوجع في كل حين ؟! . كيف نعيش و نحن نقتل في كل بيت للبسمة وتين !؟
, كيف نستمر و نحن لم نبدأ سوى بالونين ! .
إن لم نتعب نحن , فدموعنا قد تعبت حقا .